حلم إبليس الكهنوتي بالكون :
عزازيل هو الإسم الأصل لإبليس لعنه الله ..وقد كان جنيا كثير العبادة لله في الأرض حتى أن الملائكة كلمته وصعد معها للعبادة في السماوات حتى السماء الخامسة وكانت الملائكة تبجله فلقبته بأحسن الألقاب كالتقي والولي وغيرها ..وقد كان ذا جمال مهيب براق وقوة كبيرة حتى أن الله سبحانه وتعالى كلفه بالقضاء على فتنة كبرى كانت بالأرض بين الجن قبل خلق آدم ..فقام إبليس بمعية الملائكة بالقضاء عليها، ليصبح إبليس هو المكلف الأول بعالمنا السفلي هذا وهاهنا داخله الغرور..فقالت نفسه لنفسه : » أناقمت بعمل لله لم يقم به مخلوق سواي.. أنا من أناأنا أستحق أن أعبد » فبدأ عبادة نفسه بنفسه سرا على مرمى دعوة كل العالم لذلك..وفي هذا الظرف بالذات خلق الله سبحانه آدم عليه الصلاة والسلام، بعد أن قال لملائكته الكرام سبحانه : »إني جاعل في الأرض خليفة » مما أدحض كل أحلام إبليس الكبرى بما لم يكن له بحسبان، ليعادى آدم حتى قبل أن يراه :فكان الإنسان هو الخليفة الرباني وكانت هاته الخلافة حلم من أحلام إبليس بأمل التأله بكل كبرياء ،وما أن رأى إبليس آدم حتى قال :
« ما خلق الله هذا إلا لغاية »..وهاته الغاية وهذا المخلوق الجديد لم يكونا ليخطرا لإبليس على بال..ومن هنا بدأ العداء..وبدأت الحرب الإبليسية بهدف الإنتصار على الخليفة وتحقيق حلم العلو والفساد بالأرض :وما التدافع القائم منذ البدء إلا تجلي من تجليات هاته الحرب الضارية ، فصراع الشر الإبليسي وكل الأشرار ضد الخير الرباني وكل الأخيار المعبر عنه على الساحة العالمية بالصراع بين الدول والإيديولوجيات والأديان والحضارات صراع إبليسي في حقيقته، وكل حرب إلا ولإبليس فيها مكسب وأمل كبير في التوفق لهزم الإنسانية جمعاء بتشويهه لكل المظاهر الربانية للإنسان كمخلوق مخلف في الأرض »ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله »..فإبليس يريد تشويه الخليفة ظاهرا وباطنا.هاته الخلافة التي كانت تعني لإبليس أملا كبيرا لمطامعه الخسيسة ومفتاح كل أحلامه :
ورغم أنه يعرف هزيمته من طرف الخليفة المتمسك بالله، فهو لعنه الله يشي بشياطينه من الجن والإنس ويوهمهم بأن النصر الأخير سيكون له ولأتباعه، وهاته عقيدة شيطانية راسخة حتى عند العديد من كهنة الكفار وأحبار اليهود الذين أبرموا على مر التاريخ اتفاقات مطلقة مع إبليس لحد قتلهم الأنبياء ومحاربة الله وكل رسله..وكتب اليهود وبروتوكولاتهم تؤكد بعمق كبير وعيهم الكهنوتي بهاته الحرب الصوفية كما سطر ذلك في كتاب « بروتوكولات حكماء صهيون » الذي ترجم للعربية مرتين وكان كلما طبع بلغة جمعه اليهود من السوق..والوعي بسموم هذا الكتاب يعد من مستلتلزمات جهادنا ضد الصهاينة.
فنحن نؤمن بأن النصر لله ولرسوله وللمومنين ثابث في إطلاقه ولو برزت دنيويا بعض الهزائم الصورية لأهل الحق ، لحكمة ربانية لايطلع عليها إلا الراسخون في العلم، وهاته الهزيمة لضعف وفائنا بعهدنا لله سبحانه، فمن هنا الفساد و الهزيمة ،في الوقت الذي يتخد الشياطين وكل الكافرين هذا الفساد الذي حل بالإنسانية عنوانا كبيرا لآمالهم وبأن النصر الأخير سيكون لإبليس وأتباعه..فحلم إبليس إذن في التسلط على الكون بارز حتى في الديانات المحرفة والديانات الوضعية وكل الإيديولوجيات الضالة المحاربة للحق والخير المتجليان في الإسلام كدين الحق الذي لم يشبه باطل، والدين المحفوظ مباشرة من رب العالمين كما بقوله سبحانه
« إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون »
فالصراعات القائمة اليوم بين الناس صراعات يزرعها ويوقدها دوما إبليس في حربه الكونية هاته، فالتسلط الإمبريالي مثلا تجلي من تسلطات إبليس الكونية ، والكفر بالروحانيات والإيمان فقط بالماديات عند معظم البشر يبرز عقيدة شيطانية راسخة عند إبليس.
فحلم إبليس بإيجاز إذن يتجلى في :
ــ هزيمة الإنسان كخليفة لله عز وجل في الأرض
ــ التسلط على كل المخلوقات
ــ التأله على الكون
ــ تكريس كل أخلاقه البهيمية في الجن والإنس
ــ إعلاء صوت الشر والباطل على الخير والحق
ــ تشويه خلق الله بدءا بالإنسان
ولهذا فإن كل من يسعى ولو دون شعور لتحقيق هذا فهو شيطان من جند إبليس.
« ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق